شروط الإعتمار للنساء

قال الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ}

و قال للنبي: “يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن. قالَ: احجج عن أبيكَ واعتمر” بينما ذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب العمرة، وعدم وجوبها.

شروط العمرة للنساء ، وتنقسم الشروط بشكل عام إلى شروط الوجوب وهي الشروط الخارجة عن إرادة المكلف، وشروط الصحة وهي التي تحصل بإرادة المكلف، وفي حال ترك أحد الشروط جهلًا أو سهوًا، لا يترتب على ذلك الإثم ، ولكن تلزم الإعادة .

* الإسلام: يُعد الإسلام شرطًا لصحة العمرة للنساء أو للرجال، إذ لا تصح العمرة من كافر ولا تُقبل منه.

*العقل: يُعد العقل شرطًا من شروط العمرة للنساء والرجال، إذ لا تصح العمرة من المجنون.

*البلوغ: يُعد البلوغ شرطًا للإجزاء سواءً للذكور، أو الإناث ففي حال اعتمر الطفل صحت العمرة ولكن بعد البلوغ يجب عليه إعادتها في حال الأخذ برأي القائلين بوجوبها. *الحرية: ذهب أهل العلم إلى أن الحرية شرط للإجزاء، وأنه في حال حج العبد أو اعتمر صح حجه وعمرته، ولكنها لا تجزئ ويجب عليه الإعادة في حال أُعتقت رقبته، وإما إذا توفي قبل أن يُعتق أجزاء عنه.

*الاستطاعة: بين أهل العلم أن الاستطاعة شرط وجوب للنساء، والرجال على حد سواء، مصداقًا لقول الله تعالى: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، إذ لا تجب العمرة إلا على القادر.

وتتمثل الاستطاعة في سلامة البدن من الأمراض التي تعوق الإنسان عن أداء مناسك العمرة، وتوفر المال اللازم لتغطية مصاريف العمرة، وأمن الطريق المؤدية إلى بيت الله الحرام،

  1. وهناك شرط خاص بالنساء وهو وجود المحرم، مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا”.
  2. وقد يتسأل البعض عن أصناف المحارم الذين يصحبون المرأة في سفرها، وقد أجاب أهل العلم أن محارم المرأة هم زوجها، أو من تحرم عليهم المرأة حرمة أبدية سواءً بنسب أو أي سبب مباح لحرمتها، المحارم من جهة النسب هم الإخوة وأبناء الإخوة، وإبناء الأخوات والأعمام والأخوال والأبناء وأبناء الأبناء وإن نزلوا، والآباء وآباء الآباء وإن علوا، وأما المحارم من جهة المصتهرة، فهم أبناء الزوج مهما نزلوا، وآباء الزوج وإن علوا، وأزواج البنات، وأزواج الأمهات، وبهذا يتم بيان شروط العمرة للنساء.

فضائل العمرة بعد الوقوف على شروط العمرة للنساء

 إن أجر العمرة للنساء كأجر الجهاد في سبيل الله، مصداقًا لما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنها- أنه قال: “جِهادُ الكبيرِ، والصَّغيرِ، والضَّعيفِ، والمرأةِ: الحجُّ، والعمرةُ”،بالإضافة إلى أن العمرة سبب لتكفير الذنوب والخطايا، وإبعاد الفقر، مصداقًا لما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “تابِعوا بين الحجِّ و العُمرةِ؛ فإنَّ متابعةً بينَهُما تَنفِي الفقرَ والذنوبَ، كما ينفِي الكِيرُ خَبَثَ الحديدِ”،كم أن الطواف حول الكعبة المشرفة سبب لتكفير الذنوب والخطايا، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من طاف بهذا البيتِ أسبوعًا فأحصاه ، كان كعِتقِ رقبةٍ، لا يضعُ قدمًا، ولا يرفعُ أخرى، إلا حَطَّ اللهُ عنه بها خطيئةً، و كَتب له بها حسنةً”. 

أركان العمرة وواجباتها

من الأمور التي ينبغي بيانها عند الحديث عن شروط العمرة للنساء، فلا تصح العمرة في حال ترك ركن من الأركان الثلاثة وهي

الإحرام، والطواف، والسعي بين الصفا والمروة.

وأما الواجبات فيلزم في حال ترك أحدها الدم، وهي الإحرام من الميقات في حال كان الميقات بين المعتمر ومكة المكرمة، أو الحل لمن كان في الحرم، والتجرد من المخيط بالنسبة للرجال، والحلق، أو التقصير، ويُستحب للمعتمر الاضطباع في وهو كشف الكتف الأيمن في الطواف، والرمل في أول ثلاثة أشواط، وتقبيل الحجر الأسود مالم يترتب على ذلك أذى للمسلمين، وصلاة ركعتين بعد الانتهاء من الطواف.

 محظورات الإحرام للعمرة

بعد التأكد من شروط العمرة للنساء، ينبغي الحذر من الوقوع بأحد محظورات الإحرام، وقد قسم أهل العلم المحظورات إلى عدة أقسام منها ما هو خاص بالرجال دون النساء كتغطية الرأس، ولبس المخيط في الإحرام، وأما المحظورات الخاصة بالرجال والنساء فهي: إزالة شعر الرأس بحلق أو قص، وذهب أهل العلم إلى حذر إزالة شعر الجسم أيضًا، وتقليم الأظفار أو قصها، واستعمال الطيب في الثوب أو البدن، وعقد النكاح، والمباشرة بشهوة كتقبيل أو لمس أو نحوه ، وأما أشد محظورات الإحرام فهو الجماع.

 

376