عمره في رمضان .. تعدل حجه مع رسولنا الحبيب

يهتم الكثير من المسلمين علي أداء العمرة في شهر رمضان المبارك لما في ذلك من تحصيل للثواب‏ وحضور ختم القرآن في بيت الله الحرام
وأكد علماء الدين أن هذا العمل مشروع بما جاءت به الأحاديث الدالة علي ذلك في اكثر من رواية,وأيضا فعل الصحابة والتابعين,موضحين ان العمرة الي العمرة مكفرة لما بينهما من الذنوب,كما أخبر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم.

مع التنويه : أنها لا تغني عن فريضة الحج

ان النبي صلي الله عليه وسلم يقول: عمرة في رمضان تعدل حجة وفي رواية تعدل حجة معي,ولا يسأل عن حكمة هذا الثواب فذلك فضل من الله, والله واسع عليم, وهو سبحانه يرغب في أداء العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج في الحرم الشريف فثواب الطاعة فيه مضاعف.
ومثل ذلك ما ورد من أن الصلاة الواحدة في المسجد الحرام بمكة تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه, فلا يجوز أن تقول أن صلاة يوم فيه تغني عن صلاة مائة ألف يوم, ولا داعي للصلاة بعد ذلك, فالعدل أو المساواة هنا هي في الثواب فقط, فلا تغني العمرة عن الحج أبدا.
ومثل ثواب العمرة في رمضان ما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من صلي الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس, ثم صلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة وقال أنس: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم تامة تامة فالمراد من هذه الأحاديث هو الترغيب في الثواب, وليس جواز الاكتفاء بفريضة عن فريضة.


قال ابن رجب في لطائف المعارف واعلم أن من عجز عن عمل خير وتأسف عليه وتمني حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر… وذكر أمثلة لذلك منها: وفات بعض النساء الحج مع النبي صلي الله عليه وسلم, فلما قدم سألته عما يجزئ من تلك الحجة, قال اعتمري في رمضان, فإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي.

إن الفضل عام لكل من اعتمر في رمضان, ويدل علي ذلك, ورود الحديث عن جماعة من الصحابة, فقد قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس وجابر وأبي هريرة وأنس ووهب بن خنبش.



وأما تخصيص الفضل بمن عجز عن أداء الحج في عامه لمانع, فيقال: إن من صدقت نيته وعزيمته وأخذ بالأسباب ثم منعه مانع فوق إرادته فإن الله سبحانه وتعالي يكتب له أجر العمل بفضل النية, فكيف يعلق النبي صلي الله عليه وسلم حصول الأجر بعمل زائد وهو أداء العمرة في رمضان وقد كانت النية الصادقة كافية لتحصيل الأجر.
واشار الي انه لا شك أن العمرة في رمضان لا تجزئ عن حج الفريضة, بمعني أن من اعتمر في رمضان لم تبرأ ذمته من أداء الحج الواجب لله تعالي.
فالمقصود من الحديث هو التشبيه من حيث الثواب والأجر, وليس من حيث الإجزاء,ومع ذلك, فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر, وليست في جنسه ونوعه, فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث جنس العمل,فمن اعتمر في رمضان تحصل علي قدر أجر الحج,غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة, من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها, فهما وإن تساويا في قدر الثواب من حيث الكم, يعني العدد, ولكنهما لا يتساويان في الكيف والنوع.
واضاف: معني هذا الحديث يعني حديث( عمرة في رمضان تعدل حجة)- مثل ما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ: قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن سنن الترمذي مشيرا الي أن مراده: أن عمرتك في رمضان تعدل حجة معي, فإنها كانت قد أرادت الحج معه, فتعذر ذلك عليها, فأخبرها بما يقوم مقام ذلك, وهكذا من كان بمنزلتها من الصحابة, ولا يقول عاقل ما يظنه بعض الجهال أن عمرة الواحد منا من الميقات أو من مكة تعدل حجة معه, فإنه من المعلوم أن الحج التام أفضل من عمرة رمضان, والواحد منا لو حج الحج المفروض لم يكن كالحج معه, فكيف بعمرة ؟! وغاية ما يحصله الحديث أن تكون عمرة أحدنا في رمضان من الميقات بمنزلة حجة,والله اعلم.

369